
إيمان صوان بعد أن تألقت في أولمبياد الشطرنج تسعى الآن لصناعة التاريخ
برزت اللاعبة الفلسطينية إيمان صوان الحاصلة على لقب WFM والبالغة من العمر 17 عامًا كواحدة من ألمع النجوم في منطقة تفتقر إلى الدعم والثقافة الشطرنجية، حيث أشعلت قصتها موجة من الدعم في مجتمع الشطرنج، وتجاوز عدد الداعمين لها 70 متبرعًا لتحقيق حلمها في كتابة التاريخ وكسر الحدود.
لفتت قصة الشابة انتباه عالم الشطرنج خلال أولمبياد الشطرنج الـ45 العام الماضي، حيث تألقت وسط نخبة من أقوى اللاعبات في العالم، ومن بلد يفتقر إلى الإرث الشطرنجي العريق، نافست صوان على الميدالية الذهبية بعد تحقيقها العلامة الكاملة برصيد 7/7 على الطاولة الأولى لفريق فلسطين للسيدات.

على الرغم من خسراتها للفرصة بسبب تعادلين، إلا أن نتيجتها المذهلة برصيد 8/9 نقاط بدون تلقي أي خسارة كان استثنائيًا، وحصلت على لقب السيدات أستاذة اتحادية (WFM). كما قالت في مقابلة مع Chess.com: "كنت فخورة جدًا بأدائي المميز، باستثناء تلك المباراة الأخيرة. كانت تجربة رائعة، وقد قابلت العديد من الأشخاص الرائعين."

تم إجراء المقابلات مع إيمان من قبل العديد من وسائل الإعلام الشطرنجية في بودابست، من ضمن ذلك كان FM مايك كلاين من تشيس.كوم.
Eman Sawan is leading Alexandra Kosteniuk in the race for individual gold on board 1 in the Women's #ChessOlympiad on 5/5 and a 2628 performance — that's despite missing Round 1 as her Palestine teammates hadn't yet made it to Budapest! https://t.co/gosAFQCKjs pic.twitter.com/7rFTzeYKMT
— chess24 (@chess24com) September 18, 2024
عاشت صوان في الأردن طوال حياتها، لكنها ابنة للاجئين فلسطينيين. بدأت شغفها بالشطرنج في سن الثانية عشرة عندما تعلمت القواعد من والدها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مغرمة باللعبة كما تقول، والآن هي تكرس وقتها لتطوير مستواها عبر قضاء من ست إلى عشر ساعات يوميًا في التدريب. وأضافت: "كل يوم أصبح أكثر هوسًا باللعبة، أحيانًا يطلب مني أصدقائي الخروج، فأقول 'ربما لاحقًا، أنا أتمرن!' نعم، أنا مولعة بها."
عند سؤالها عن أكثر ما يجذبها للعبة أجابت: "أحب أن هناك العديد من التحديات التي يجب اكتشافها"، وأضافت: "وأنا بشكل خاص أحب الفوز! الشطرنج هو اللعبة المناسبة لي."
أحب أن هناك العديد من التحديات التي يجب اكتشافها. وأنا بشكل خاص أحب الفوز! الشطرنج هو اللعبة المناسبة لي.
—إيمان صوان

في بلد يفتقر إلى تقاليد الشطرنج وفرص اللعب المباشر قليلة، كان موقع تشيس.كوم عونًا كبيرًا لها في مسيرتها. تقول إيمان: "ألعب كثيرًا شطرنج البوليت والشطرنج الخاطف، أحب اللعب بالأوقات السريعة، أحب الألغاز، أحب كل شيء."
رغم التحديات التي واجهتها بسبب محدودية الموارد المالية والدعم، قادتها موهبتها وعملها الجاد إلى تحقيق إنجازات كبيرة في البطولات الخارجية. فازت بالميداليات الذهبية في بطولات العرب تحت 14 و16 سنة وبطولة العرب للسيدات للشطرنج الخاطف عام 2024. وبالإضافة إلى حصولها على لقب WFM، لديها تصنيف دولي يبلغ 1991 حاليًا.
هذا يجعلها أعلى لاعبة شطرنج تصنيفًا في بلدها، وواحدة من أبرز اللاعبات الفلسطينيات في التاريخ. تقول: "الشطرنج أثرت في حياتي كثيرًا. أصبحت حياتي. كل يوم ألعب الشطرنج. عندما أتناول طعامي، أشاهد الفيديوهات فقط."
الشطرنج أثرت في حياتي كثيرًا. أصبحت حياتي. كل يوم ألعب الشطرنج. عندما أتناول طعامي، أشاهد الفيديوهات فقط.
—إيمان صوان

إيمان حاليًا مصنفة في المركز الثامن بين اللاعبين الفلسطينيين، لكنها مصممة على تحقيق هدفها في الحصول على أعلى لقب في الشطرنج حيث قالت: "أريد أن أصبح أول لاعبة فلسطينية تحصل على لقب أستاذ دولي كبير GM". سيكون إنجازًا تاريخيًا، حيث أن أعلى لقب يمتلكه لاعب فلسطيني حاليًا هو أستاذ دولي IM.
في العام الماضي أطلقت والدتها، التي تصفها إيمان بأنها أكبر داعمة لها، حملة لجمع التبرعات لدعم مسيرتها في الشطرنج. دعمت حملة GoFundMe سفرها إلى بودابست، وحصلت حتى الآن على تبرعات من 70 مانحًا، وجمعت أكثر من 6000 دولار.
عبرّت إيمان عن امتنانها لدعم مجتمع الشطرنج. تقول: "لقد ساعدني ذلك كثيرًا. أنفقت كل المال على السفر والمشاركة في البطولات. ساعدني في مواصلة مسيرتي. إنه شعور رائع."
بفضل الدعم من التبرعات ومن مؤسسة Women In Chess، حصلت على تدريب من أستاذ دولي كبير لا ترغب في ذكر اسمه. تقول: "أنا فقط أريد التركيز على تطوير مستواي، ثم سيأتي التصنيف لاحقًا. يجب أن أستمر في العمل الجاد. حتى لو لم يكن لديك موهبة، فإن العمل الجاد هو موهبة بحد ذاته."
حتى لو لم يكن لديك موهبة، فإن العمل الجاد هو موهبة بحد ذاته.
—إيمان صوان
جذبت قصة إيمان الملهمة اهتمامًا واسعًا خارج عالم الشطرنج. وهي واحدة من اللاعبات البارزات ضمن عمل وثائقي جديد من إنتاج كاتي ديلاماجيور "Queen's Castle".

اشتهرت المخرجة الأمريكية بإخراجها للفيلم الوثائقي "قلعة بروكلين" الفائز بإحدى الجوائز، الذي رصد طلاب المدارس الإعدادية في المدن الكبرى وهم يتجاوزون الصعوبات المالية ليحققوا النجاح في الشطرنج، وهي الآن توثق قصص لاعبات الشطرنج من جميع أنحاء العالم.
وكما هو الحال مع العديد من الأفلام الوثائقية المستقلة، لا يزال الدعم المادي يشكل تحديًا، لكن المخرجين يعملون بجد للعثور على شركاء لضمان وصول المشروع إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. بعد ذلك يخططون لتوثيق حياة إيمان صوان في الأردن ومساعدتها في الحصول على راعٍ يدعم مسيرتها في الشطرنج.
قالت ديلاماجيور: "عندما قابلت إيمان لأول مرة في أولمبياد الشطرنج 2022 في الهند، أدركت على الفور الشغف الكبير والتفاني الذي تراه غالبًا في لاعبي الشطرنج المبدعين. هي مقاتلة ولا تستسلم. أنا متأكدة من أن إيمان يمكنها صنع التاريخ كأول لاعبة شطرنج فلسطينية تصل إلى أعلى المستويات، وأريدها أن تُظهر للعالم ما هي قادرة على تحقيقه."
هي مقاتلة ولا تستسلم. أنا متأكدة من أن إيمان يمكنها صنع التاريخ كأول لاعبة شطرنج فلسطينية تصل إلى أعلى المستويات، وأريدها أن تُظهر للعالم ما هي قادرة على تحقيقه.
—كاتي ديلاماجيور، مخرجة أفلام
في هذه الأثناء، تتطلع إيمان صوان إلى المستقبل وتأمل في خوض أول بطولة مفتوحة لها في أوروبا الشهر المقبل، حيث حصلت على دعوة للمشاركة في بطولة قوية في سان فيسنتي في إسبانيا في أبريل، وتخطط أيضًا للمشاركة في بطولة الشارقة للأساتذة في الإمارات في مايو.
إذا كنت ترغب في دعم مسيرة إيمان الشطرنجية، يمكنك زيارة صفحة GoFundMe الخاصة بها.